السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من أين أبدئ أو كيف انتهي ..من قصة سمعتها وأثرت فيني كثيراً وهي قصة
الطفلة رزان التي ماتت بسبب خطأ طبي ...أترككم مع القصة الحزينة
الرياض - حسين فقيه:
ودعت الطفلة رزان (7 أعوام) الحياة الدنيا صباح أمس الاثنين بعد أن ذهبت ضحية لأخطاء طبية بمدينة الملك فهد الطبية وكانت الطفلة البريئة قد وقعت في وقت سابق ضحية لخطئين طبيين بمستشفى الملك فهد المركزي بمنطقة جازان عند نسيان الأطباء قطعة شاش في داخل بطنها لمدة شهر إلى جانب استئصال القولون حيث كانت (الجزيرة) قد نشرت كافة هذه التفاصيل ووفقاً لذلك تجاوب معالي وزير الصحة د. حمد المانع مع حالة الطفلة حيث وجه بسرعة تحويل الضحية (رزان) لمدينة الملك فهد الطبية بالرياض لمتابعة حالتها الصحية الحرجة.
وبعد مرور ما يقارب 14 يوماً من دخول الطفلة رزان - يرحمها الله - للمدينة الطبية وتأكيد الطبيب المتابع للحالة على تحسن الحالة الصحية لرزان لوالدها وعبر وسائل الإعلام وتقرير عملية إعادة الأمعاء بعد استقرار الحالة الصحية لها تم ايقاف المضادات الحيوية قبل ثلاثة أيام لتحسن الحالة وعدم وجود مشاكل صحية أخرى.
والد الطفلة (رزان) يرحمها الله عادل علواني يقول: بعد معاناتنا مع الأخطاء الطبية وتردي الخدمات الصحية بصحة جازان وتوجيهات وزير الصحة بتحويل ابنتي رزان إلى مدينة الملك فهد الطبية بالرياض أكد لي الطبيب المعالج والمتابع لها تحسن الحالة الصحية لرزان وأنه سيتم عملية إعادة الأمعاء بعد استقرار الحالة وفي فترة زمنية لا تتجاوز الأسبوعين مؤكدا عدم وجود مشاكل صحية أخرى تعاني منها رزان ولكني تفاجأت أنا وزوجتي في منتصف الليل الساعة 12 مساء يوم أمس بتدهور الحالة الصحية لرزان حيث كانت تتألم بشدة وتغير لون وجهها للأزرق مع برودة شديدة في يديها وعلى الفور قمت أنا ووالدتها بطلب المسعفين والممرضين حيث لم يتواجد في ذلك الوقت الطبيب المباشر لحالة رزان أو طبيب آخر ليسعف الحالة وبعد ذلك أخبرتني الممرضة بأنها اتصلت بالطبيب المعالج للحالة وأخبرها بأن تعطي الطفلة مسكنات (فيفادول) وأنه سيحضر في الصباح واستمرت معاناة رزان إلى الساعة 7.30 صباح الاثنين، وفي تمام الساعة السابعة والربع من نصف اليوم واجهت الطبيب المعالج للحالة في (كاونتر) الاستقبال وسألته عن عدم حضوره لمباشرة الحالة الصحية السيئة التي مرت بها (رزان) مساءً فأجابني بأنه تلقى اتصالا واحداً من الممرضة ولم تخبرني بخطورة الحالة وأن الحالة الصحية مستقرة حينها كانت حالة رزان الصحية قد استقرت نوعا ما وتركت الطبيب في وقتها وتوجهت لغرفة رزان وعند وصولي إليها شاهدت هيجان وقلق أمها التي أكدت تدهور حالتها الصحية ورجوع الآلام التي عانت منها في الساعات الماضية وفور دخولي عليها شاهدت نفس الأعراض السابقة التي مرت بها في منتصف الليل وفورا قمنا بطلب الاسعافات ولخطورة الحالة التي رأيتها خرجت من الغرفة ووجدت أطباء في (الممر) وأخبرتهم بالحالة وقاموا باجراءات اسعافات أولية لها بعد ذلك وقد حضر الطبيب المعالج للحالة مع أطباء آخرين وتجمع الأطباء حول رزان - يرحمها الله - التي كانت في حالة تشنج (واستفرغت) وقتها مادة سوداء وتم نقلها الساعة التاسعة صباحا لغرفة العناية المركزة وفيها لفظت رزان أنفاسها الأخيرة.
وكانت أسباب الفواة حسب التقارير الطبية كالآتي:
توقف الدورة الدموية والتنفس، استشراق في الرئة، التهابات بكتيرية، إضافة إلى سبب أو حالة أخرى تسجل عليها الكثير من علامات الاستفهام والاستغراب وهي حسب التقرير الطبي أمراض أو حالات ساعدت على الوفاة ولكنها ليست سببا مباشرا في الوفاة وهي التهابات بكتيرية في الأمعاء بعد استئصال الزائدة وهنا أود أن أسجل أنه لم يتم إخباري بوجود التهابات أو تلوث بكتيري في أمعاء رزان منذ دخول رزان إلى مدينة الملك فهد الطبية ولم أطلع على ذلك إلا في تبليغ الوفاة.
ووجه والد الطفلة نداء عبر (الجزيرة) للمسؤولين ووزير الصحة بمحاسبة المسؤولين عن هذه الكارثة الصحية وإجراء تحقيق مباشر حتى لا تتكرر هذه المأساة مع أطفال وأشخاص آخرين وبشكل رادع يقف حاجزاً أمام كل من يتهاون بصحة وأرواح البشر.
آخر ما قالته (رزان) قبل وفاتها
وجهت الضحية الطفلة البريئة (رزان) قبل أن تواجه وجه ربها ورغم الحالة الصحية السيئة لها رسالة من قلب بريء إلى كل إنسان موظفاً كان أم مسؤولا عن صحة المجتمع عندما قالت لوالدتها ووالدها (ماما.. بابا.. أنا بخير.. بس ما أبغى يتكرر هذا مع الأطفال والناس..).
وكانت آخر كلمات لفظتها أنفاسها البريئة (ماما بابا أنا تعبانة وأبغى أنام).
وعليه آمل أن تصل هذه الكلمات إلى كل مسؤول وغيور على صحة الناس للحد من هذه الأخطاء الطبية ومحاسبة كل مهمل أو مقصر في صحة المجتمع.
من هو المسؤول عن هذه المهزلة والى متى نظل أسيروا الواسطات ..؟؟؟